إلى من نحتكم ؟
أحد يحب أن يظلم و كلٌ يريد أن يأخذ حقه كاملاً دون نقصان
و لما كان لا بد من الخلاف و التنازع فلا بد من قانون يحكم و يفصل بين المتنازعين ، و لكي يكون هذا القانون منصفاً و عادلاً يجب أن لا يضعه البشر الأقوياء حتى لا يسخروه في مصلحتهم و لا الضعفاء و لا الأغنياء و لا الفقراء و لا و لا و لا ……….
و يجب ان يكون واضعه على دراية كاملة و شاملة بالنفس البشرية و قدراتها و اتجاهاتها و متطلباتها و كينونتها و يكون ذا حكمة و يكون العدل من صفاته
و لا يوجد هكذا قانون سوى قانون واحد هو القانون الإلهي
و من يتفكر في القوانين الأخرى يجد أنها متغيرة من وقت لآخر و من بلد لثاني و يجدها تنصب في مصلحة فئة على حساب أخرى و يجد أغلبها غير رادعة ، فكثر أصحاب السوابق ، فمثلاً تجد السارق يسجن فيتعرف على من هم على شاكلته و يكتسب خبرة فوق خبرته و ربما كون معهم عصابة و اتفقوا على موعد عند خروجهم و لو قطعت يده لما كان ما كان
و تجد كثرة القتل بحجة الثأر ، و لو قتل القاتل لما قتل ، أو على الأقل لما كثر القتل بدعوى الثأر ، و كذلك في كل الأحكام
و ختاماً ألم يأن للشعوب أن تحتكم إلى كتاب الله و سنة نبيه فيسود العدل و الطمأنينة و يندحر الظلم و يتلاشى الخوف
أترك نفسي و إياكم في رحاب بعض الآيات علها تجد مكاناً في قلوب قد تراكم الغبار عليها و قست فأصبحت كالحجارة أو قاربت و حسبي الله و نعم الوكيل
(( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ))
(( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ))
و قد جاء في الحديث الشريف (( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ))